وزير الإعلام السوداني: 11 مليار دولار حجم خسائر القطاع الصحي جراء الحرب
وزير الإعلام السوداني: 11 مليار دولار حجم خسائر القطاع الصحي جراء الحرب
قال وزير الثقافة والإعلام السوداني الدكتور جراهام عبدالقادر، إنه تم تدمير مؤسسات سودانية عديدة جراء الحرب، مؤكدا أن أكثر من 11 مليار دولار هو حجم خسائر عمليات التخريب في القطاع الصحي فقط، والذي يشمل مصانع الأدوية والمستشفيات وغيرها مما كان له أثره وانعكاسه على المواطن وخاصة الذين كانوا يتلقون الأدوية المنقذة للحياة.
وأضاف عبدالقادر خلال لقاء عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" أن الملايين من المواطنين من الجنسين، فقدوا وظائفهم سواء في القطاعين الخاص أو العام، كما أن سلاسل الإمداد هي الأخرى فقدت، مما كان له أثره في زيادة التهجير والنزوح والإفقار للأسر.
وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني، إن مجال الثقافة والإعلام خسر نحو 140 مليون دولار، منها 30 مليون دولار خسارة مباشرة بمبنى هيئة الإذاعة والتليفزيون والبث الإذاعي وذلك في المبنى الرئيسي فقط.

الدكتور جراهام عبدالقادر
وأضاف أن هناك مباني أخرى تقع بأطراف الولايات تحت سيطرة المليشيا، مؤكدا أنه جرى تكوين لجنة برئاسة مدير هيئة البث وتم تقييم الخسائر بواسطة المهندسين.
وتابع أن قطاع الآثار بلغت خسائره نحو 109 ملايين دولار وخاصة في المباني ذات العلاقة بالمرجعية العلمية للمؤسسات الأكاديمية في السودان، مثل متحف التاريخ الطبيعي وهو مرجع لكليات الزراعة والحياة البرية والبيئة ولكل مؤسسة تعليمية لها علاقة بالحياة الطبيعية، وكذلك متحف التراث الشعبي بالسودان، وهو وجدان الشعب السوداني وإنتاجه وقيمه وتقاليده منوها أنه تم تدميرها بالكامل، في سياق ممنهج.
كما أكد أن التخريب الذي تم في مبنى الإذاعة والتليفزيون كان صعبا وخصوصا في عربات النقل المباشر التي تعرض بعضها للحرق، وبعضها جرى انتزاع الأجهزة منها، مضيفا أن “ما استطاعوا نهبه نهبوه وما لم يستطيعوا نهبه دمروه”، كاشفا أن ”الخبراء والمهندسين السودانيين بذلوا جهودا كبيرة لإعادة استخدام بعض الأجهزة، كما تم تشكيل لجنة لتشغيل التلفزيون الرسمي بعد إعادة السيطرة عليه".
وتابع: "تم تشكيل لجنة وقامت بدراسة فنية تفصيلية تخص معدات الإرسال والاستقبال واستخدام الأجهزة الإعلامية، كما أننا نفكر حاليا في معالجة المباني ومعامل التجهيز لمعالجة الكم الهائل من الأرشيف من مواد صوتية وسمعية.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.